[ 36 ]
كتاب سلسلة الذهب للحافظ ابن حجر العسقلاني
[ 37 ]
أنبأنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول كان النساء والرجال كانوا يتوضؤون في زمان النبي صلى الله عليه وسلم جميعا
[ 38 ]
وبه عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات ريح يقول ألا صلوا في الرحال
[ 39 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة ومعه بلال وأسامة وعثمان بن طلحة قال ابن عمر فسألت بلالا ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه ثم صلى قال وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة
[ 41 ]
وبه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان ينام قاعدا ثم يصلي ولا يتوضأ وبه عن ابن عمر أنه بال بالسوق ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ثم دعي لجنازة فدخل المسجد ليصلي عليها فمسح على خفيه ثم صلى عليها
[ 42 ]
وبه أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم الإمام وطائفة ثم نص الحديث وقال ابن عمر في الحديث إن كان خوفا هو أشد من ذلك فصلوا رجالا وركبانا
[ 43 ]
وبه عن ابن عمر أراه عن النبي صلي الله عليه وسلم فذكر صلاة الخوف فقال إن كان خوفا أشد من ذلك صلوا رجلا وركبانا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها وبه عن نافع أنه كان يسافر مع ابن عمر البريد فلا يقصر الصلاة
[ 44 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله عليه صلى الله وسلم قال صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
[ 45 ]
وبه عن ابن عمر أنه أذن في ليلة ذات برد وريح فقال ألا صلوا في الرحال ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول ألا صلوا في الرحال
[ 46 ]
وبه عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حللا فأعطى عمر منها حلة فقال عمر يا رسول الله أكسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر أخا له مشركا بمكة
[ 47 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى
[ 48 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر وأنثى من المسلمين
[ 49 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر على على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير وبه أن عبد الله بن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة
[ 50 ]
وبه عن ابن عمر قال لا تجب في مال زكاة حتى يحول عليه الحول وبه عن نافع أن عبد الله بن عمر كان لا يخرج في زكاة الفطر إلا التمر إلا مرة واحدة فإنه أخرج شعيرا
[ 51 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان يحلي بناته وجواريه الذهب ثم لا يخرج منه الزكاة وبه عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر فإن شاء أمسكها وإن شاء طلقها قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء
[ 52 ]
وبه عن ابن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم من الثياب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلبس المحرم القميص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين
[ 53 ]
وبه عن ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم وهو صائم ثم ترك ذلك
[ 54 ]
وبه أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي ومن تقيأ وهو صائم وجب عليه القضاء ومن ذرعه القئ فلا قضاء عليه وبهذا أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر وبه عن ابن عمر أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال نافع وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك لبيك وسعديك والخير كله بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل
[ 55 ]
وبه عن ابن عمر أنه خرج إلى مكة زمن الفتنة معتمرا فقال له إن صددنا عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية قال الشافعي يعني أحللنا كما أحللنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية
[ 56 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان يغتسل لدخول مكة وبه عن ابن عمر عن عمر أنه قال لا يصدرن أحد من الحاج حتى يكون آخر عهده بالبيت فإن آخر النسك الطواف بالبيت
[ 57 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا إلا ببيع الخيار وبه عن ابن عمر أنه اشترى راحلة بأربعة أبعرة مضمونة عليها يوفيها صاحبها بالربذة
[ 58 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية أو ضاريا نقص من عمله كل يوم قيراطان وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب
[ 59 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من باع نخلا قد أبرت فثمرها للبائع إلا أن يشترط المبتاع
[ 60 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمشتري وبه عن عبد الله بن عمر عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها
[ 61 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع المزابنة بيع التمر بالتمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا وبه عن ابن عمر أنه قال لكل مطلقة متعة إلا التي فرض لها صداق ولم يدخل بها فحسبها نصف المهر
[ 62 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان يقول لكل مطلقة متعة إلا التي تطلق وقد فرض لها الصداق ولم تمس فحسبها نصف ما فرض لها
[ 63 ]
وبه عن نافع عن ابنة عبد الله بن عمر وأمها تحت زيد بن الخطاب كانت تحت ابن لعبد الله بن عمر فمات ولم يدخل بها ولم يسم لها صداقا فابتغت لها صداقا فقال ابن عمر ليس لها صداق فلو كان لها صداق لم يمنعكموه له ولم يظلمها فأبت أن تقبل ذلك فجعلوا بينهم زيد بن ثابت فقضى أن لا صداق لها ولها الميراث
[ 64 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهوديين زنيا حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه قال جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم ثم قرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما فقال عبد الله بن عمر فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة
[ 65 ]
وبه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتحر أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الضب كل فقال لست بآكله ولا محرمه
[ 66 ]
وبه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النجش وبه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبع بعضكم على بيع بعض
[ 67 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبع حاضر لباد وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه
[ 68 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق بين المتلاعنين وألحق الولد بالمرأة
[ 69 ]
وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه وبه عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إذا طهرت فليطلق أو يسمك
[ 70 ]
وبه عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم إن شاء أمسك وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء
[ 71 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعتق شركا له في عبد وكان له ما يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد منه ما عتق
[ 72 ]
وبه عن ابن عمر أن عائشة أرادت أن تشتري جارية فتعتقها فقال أهلها نبيعها على أن ولاءها لنا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا يمنعنك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق وبه عن ابن عمر أنه كان إذا ابتدأ الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما دون ذلك
[ 73 ]
وبه عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى
[ 74 ]
وبه أن ابن عمر سجد في سورة الحج سجدتين وبه أن ابن عمر كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته
[ 75 ]
وبه عن نافع أن ابن عمر كان يقول من صلى المغرب أو الصبح ثم أدركهما مع الإمام فلا يعد لهما وبه أن ابن عمر كان يقرأ في الصبح في السفر بالعشر الأول من المفصل في كل ركعة بأم القرآن و سوره
[ 76 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان إذا صلى وحده يقرأ في الأربع في كل ركعة بأم الكتاب وسورة من القرآن قال وكان يقرأ أحيانا بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة من صلاة الفريضة ويقرأني الركعتين من المغرب كذلك بأم القرآن وسورة سورة وبه عن ابن عمر أنه كان يقول لا يحتجم المحرم إلا أن يضطر إلى ما لا بد له منه قال مالك مثل ذلك
[ 77 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور
[ 78 ]
وبه عن ابن عمر أن عمر قال لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ولا تشغوا ذلك بعضها على بعض ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض
[ 79 ]
وبه عن نافع أن رجلا وجد لقطة فجاء إلى عبد الله بن عمر فقال إني وجدت لقطة فماذا ترى فقال له ابن عمر عرفها قال قد فعلت قال زد فقال قد فعلت فقال لا آمرك أن تأكلها ولو شئت لم تأخذها
[ 80 ]
وبه عن نافع وعبد الله بن دينار أنهما أخبراه أن عبد الله بن عمر قدم الكوفة على سعد بن أبي وقاص وهو أميرها فرآه يمسح على الخفين فأنكر ذلك عبد الله فقال له سعد سل أباك فسأله فقال عمر إذا أدخلت رجليك في الخفين وهما طاهرتان فامسح عليهما قال ابن عمر وإن جاء أحدنا من الغائط فقال وإن جاء أحدكم من الغائط وبه أن ابن عمر بال في السوق ثم توضأ ومسح على خفيه ثم صلى
[ 81 ]
وبه عن ابن عمر أن عمر قال لا يصدرن أحد من الحاج حتى يطوف بالبيت فإن آخر النسك الطواف بالبيت قال مالك وذلك فيما نرى والله أعلم لقوله ثم محلها إلى البيت العتيق محل الشعائر وانقضاؤها إلى البيت العتيق وبه عن ابن عمر أنه كان إذا رعف انصرف فتوضأ ثم رجع فبنى ولم يتكلم
[ 82 ]
وبه عن نافع قال كنت مع ابن عمر بمكة والسماء مغيمه محمد فخشي ابن عمر الصبح فأوتر بواحدة ثم تكشف الغيم فرأى عليه ليلا فشفع بواحدة وبه عن ابن عمر أنه كان يصلي وراء الإمام بمنى أربعا فإذا صلى لنفسه صلى ركعتين
[ 83 ]
وبه أنه لم يكن يصلي مع الفريضة وبه أنه لم يكن يصلي مع الفريضة في السفر شيئا قبلها ولا بعدها إلا من جوف الليل
[ 84 ]
وبه أنه كان لا يقنت في شئ من الصلاة وبه أن ابن عمر لم يكن يصلي يوم الفطر قبل الصلاة ولا بعدها
[ 85 ]
وبه أن ابن عمر كان ينام وهو قاعد ثم يصلي ولا يتوضأ وبه أن ابن عمر كان يكره لبس المنطقة للمحرم
[ 86 ]
وبه عن ابن عمر أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي إلى المسجد وبه عن ابن عمر أنه كان إذا سجد يضع كفيه على الذي يضع عليه وجهه قال والله لقد رأيته في يوم شديد البرد يخرج يديه من تحت برنس له حتى يضمها على الحصباء
[ 87 ]
وبه أن ابن عمر سئل عن المرأة الحامل إذا خافت على ولدها قال تفطر وتطعم مكان كل يوم مسكينا مدا من حنطة وبه عن ابن عمر أنه كان يقول ما استيسر من الهدي بدنة أو بقرة
[ 88 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان يغدو من منى إلى عرفة إذا طلعت الشمس وبه أن ابن عمر حج في الفتنة فأهل ثم نظر فقال ما أمرهما إلا واحد أشهدكم أني قد أوجبت الحج مع العمرة
[ 89 ]
وبه أن ابن عمر كان يقول إذا ملك الرجل امرأته فالقضاء ما قضت به إلا أن يناكرها الرجل فيقول لم أرد إلا تطليقة واحدة فيحلف على ذلك فيكون أملك بها ما كانت في عدتها وبه عن ابن عمر قال من حلف على يمين فوكدها فعليه عتق رقبة
[ 90 ]
وبه عن ابن عمر أن عبدا له سرق وهو آبق فأبى سعيد بن العاص قطعه فأمر به ابن عمر فقطت يده وبه عن ابن عمر قال إذا آلى الرجل من امرأة لم يقع عليها طلاق وإن مضت أربعة أشهر حتى يوقف فإما أن يطلق أو يفئ
[ 91 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان إذا صلى وحده يقرأ في الأربع في كل ركعة بأم القرآن وسورة من القرآن قال وكان يقرآ أحيانا بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة في صلاة الفريضة وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته وليس بينها صداق
[ 92 ]
وبه عن ابن عمر قال لا ينجح المحرم ولا ينكح ولا يخطب على نفسه ولا على غيره وبه عن ابن عمر أن رجلا لاعن امرأته في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتفل من ولدها ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وألحق الولد بالمرأة
[ 93 ]
وبه عن ابن عمر أنه كان يقول في الأمة تكون تحت العبد فتعتق إن لها الخيار ما لم يمسها فإن مسها فلا خيار لها وبه عن نافع أن عبد الله أرسل إلى عائشة فسألها هل يباشر الرجل امرأته وهي حائض فقالت لتشد إزارها على أسفلها ثم يباشرها إن شاء
[ 94 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة وبه عن ابن عمر أنه قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام
[ 95 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في بعض مغازيه قال عبد الله بن عمر فأقبلت نحوه فانصرف قبل أن أبلغه فسألت ماذا قال قالوا نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت وبه عن ابن عمر أن رجالا من أهل العراق قالوا له إنا نبتاع من ثمر النخل والعنب فنعصره خمرا فنبيعها فقال عبد الله إني أشهد الله عليكم وملائكته ومن سمع من الجن والإنس إني لا آمركم أن تبيعوها ولا تبتاعوها ولا تعصروها ولا تشربوها ولا تسقوها فإنها رجس من عمل الشيطان
[ 96 ]
وبه أن ابن عمر كان يقول من أذن لعبده أن ينكح فالطلاق بيد العبد ليس لغيره من طلاقه شئ وبه عن ابن عمر قال إذا طلق الرجل امرأته فدخلت في الدم من الحيضة الثالثة فقد برئت منه وبرئ منها فلا ترثه ولا يرثها
[ 97 ]
وبه أنه قال في أم الولد يتوفى عنها سيدها قال تعتد بحيضة وبه عن ابن عمر أنه سئل عن المرأة يتوفى عنها زوجها وهي حامل فقال ابن عمر إذا وضعت حملها فقد حلت فأخبره رجل من الأنصار أن عمر بن الخطاب قال لو ولدت وزوجها على سريره لم يدفن لحلت
[ 98 ]
وبه عن نافع أن ابنة سعيد بن زيد كانت تحت عبد الله فطلقها البتة فخرجت فانتقلت فأنكر عليها ذلك ابن عمر وبه عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي في مسكن حفصة وكانت طريقه إلى المسجد فكان يسلك الطريق الآخر من أدبار البيوت كراهية أن يستأذن عليها حتى راجعها
[ 99 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة وكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ثم نفلوا بعيرا بعيرا وبه عن نافع أن ابنة سعيد بن زيد كانت تحت عبد الله فطلقها البتة فخرجت فانتقلت فأنكر عليها ذلك ابن عمر وبه عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي في مسكن حفصة وكانت طريقه إلى المسجد فكان يسلك الطريق الآخر من أدبار البيوت كراهية أن يستأذن عليها حتى راجعها
[ 99 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة وكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ثم نفلوا بعيرا بعيرا
[ 100 ]
وبه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع سارقا في مجن قيمته ثلاثة دراهم وبه عن ابن عمر عن عائشة أنها أرادت أن تشتري جارية تعتقها فقال أهلها نبيعها على أن ولاءها لنا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا يمنعك ذلك إنما الولاء لمن أعتق
[ 101 ]
وبه عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب غسل وكفن وصلي عليه وبه عن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة هو وبلال وعثمان بن طلحة وأحسبه قال وأسامة بن زيد فلما خرج سألت بلالا كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جعل عمودا عن يمينه وعمودا عن يساره وثلاثة أعمدة وراؤه ثم صلى وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة
[ 102 ]
وبه عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عجل به السير يجمع بين المغرب
----------------
1.وأصح الأسانيد عن ابن عمر: مالك عن نافع عن ابن عمر. [وهو الأصح مطلقا فيما رواه ابن عمر]
ثم
ثم
ثم
--------
قال الإمام السيوطي
في الفية الحديث:
الصحيح
14 - حَدُّ الصَّحِيحِ: مُسنَدٌ بِوَصْلِهِ ... بِنَقْلِ عَدْلٍ ضَابِطٍ عَنْ مِثْلِهِ
15 - ولَمْ يَكُنْ شَذًّا وَلا مُعَلَّلا ... والحُكْمُ بِالصَّحَةِ وَالضَّعْفِ عَلَى
16 - ظاهِرِهِ، لاالقَطْعِ، إِلاَّ مَاحَوَى ... كِتابُ مُسلِمٍ أَوِ الجُعْفِي سِوَى
17 - ما انْتَقَدُوا فَابْنُ الصَّلاحِ رَجَّحَا ... قَطْعًا بِهِ، وَكَمْ إِمَامٍ جَنَحَا
18 - والنَّوَوِيْ رَجَّحَ فِي التَّقْرِيبِ ... ظَنًّا بِهِ، وَالقَطْعُ ذُو تَصْوِيبِ
19 - وَلَيْسَ شَرْطًا عَدَدٌ، وَمَنْ شَرَطْ ... رِوَايَةَ اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا غَلَطَ
20 - والوَقْفُ عَنْ حُكْمٍ لِمَتْنٍ أَوْ سَنَدْ ... بِأَنَّهُ أَصَحُّ مُطلَقًا أَسَدْ
21 - وآخَرُونَ حَكَمُوا فاضْطَرَبُوا ... لِفَوقِ عَشْرٍ ضُمِّنَتْهَا الْكُتُبُ
22 - فَمَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَيِّدِهْ ... وَزِيدَ مَا لِلشَّافِعِيْ فَأَحْمَدهْ
23 - وَابْنُ شِهابٍ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِهْ ... عَنْ جَدِّهِ، أَوْ سَالِمٍ عَمَّنْ نَبِهْ
24 - أَوْعَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ حَبْرِ البَشَرْ ... هُوَ ابْنُ عَباسٍ وَهَذَا عَنْ عُمَرْ
25 - وَشُعْبَةٌ عَنْ عَمْرٍو ابْنِ مُرَّهْ ... عَنْ مُرَّةٍ عَنِ ابْنِ قَيْسٍ كَرَّهْ
26 - أَوْ مَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَهْ ... إِلَى سَعِيدٍ عَنْ شُيُوخٍ سَادَهْ
27 - ثُمَّ ابْنُ سِيرِينَ عَنِ الْحَبْرِ الْعَلِي ... عَبِيدَةٍ بِما رَوَاهُ عَنْ عَلِي
28 - كَذَا ابْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْرَاهِيمَ عَنْ ... عَلْقَمَةٍ عَنِ ابْنِ مَسعُودِ الْحَسَنْ
29 - وَوَلَدُ القَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ... عائِشَةٍ، وَقَالَ قَوْمٌ ذُو فِطَنْ
30 - لا يَنْبَغِي التَّعْمِيمُ فِي الإِسْنادِ ... بَلْ خُصَّ بِالصَّحْبِ أَوِ البِلادِ
31 - فَأَرْفَعُ الإِسْنادِ لِلصِّدِّيقِ مَا ... إِبْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ نَمَا
32 - وَعُمَرٍ فَابْنَ شِهابٍ بَدِّهِ ... عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِهِ عَنْ جَدِّهِ
33 - وَأَهْلِ بَيْتِ المُصْطَفَى جَعْفَرُ عَنْ ... آبَائِهِ، إِنْ عَنْهُ رَاوٍ مَا وَهَنْ
34 - وَلأَبِي هُرَيرَةَ الزُّهْرِيُّ عَنْ ... سَعِيدٍ أوْ أَبُو الزِّنَادِ حَيْثُ عَنْ
35 - عَنْ أَعْرَجٍ، وَقيلَ: حَمَّادٌ بِمَا ... أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ لَهُ نَمَى
36 - لِمَكَّةٍ سُفْيانُ عَنْ عَمْرٍو، وَذَا ... عَنْ جَابِرٍ، وَلِلمَدِينَةِ خُذا
37 - ابْنَ أَبِي حَكِيمَ عَنْ عَبِيدَةِ ... الحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيرَةِ
38 - وَما رَوَى مَعْمَرُ عَنْ هَمَّامَ عَنْ ... أَبِي هُرَيرَةَ أَصَحُّ لِلْيَمَنْ
39 - لِلشَّامِ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَا ... عَنِ الصِّحَابِ فَائِقٌ إِتْقَانَا
40 - وَغَيْرُ هَذَا مِنْ تَراجِمٍ تُعَدْ ... ضَمَّنْتُهَا شَرْحِيَ عَنْها لا تُعَدْ(1)
قال الشيخ أحمد شاكر:
(1) الذي انتهى إليه التحقيق في أصح الأسانيد أنه لا يحكم لإسناد بذلك مطلقا من غير قيد، بل بقيد بالصحابي أو البلد.
وقد نصوا على أسانيد جمعتها وزدت عليها قليلاً، وهي:
- أصح الأسانيد عن أبي بكر: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر.
- وأصح الأسانيد عن عمر: الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر.
والزهري عن السائب بن يزيد عن عمر.
(ويزاد عليهما عندي ما سيأتي في أصح الأسانيد عن ابن عمر وهي أربعة أسانيد، لأنه إذا كان الإسناد إلى ابن عمر من أصح الأسانيد ثم روى عن أبيه كان ما يرويه داخلا تحت أصح الأسانيد أيضا) .
- وأصح الأسانيد عن علي: محمد بن سيرين عن عبيدة - بفتح العين - السلماني عن علي.
والزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.
وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي.
ويحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن سليمان التيمي عن الحارث بن سويد عن علي
- وأصح الأسانيد عن عائشة : هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
وأفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة.
وسفيان الثوري عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
وعبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
ويحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة.
والزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة.
- وأصح الأسانيد عن سعد بن أبي وقاص: علي بن الحسين بن علي عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص.
- وأصح الأسانيد عن ابن مسعود: الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.
وسفيان الثوري عن منصرر عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.
وأصح الأسانيد عن ابن عمر: مالك عن نافع عن ابن عمر.
والزهري عن سالم عن أبيه ابن عمر.
وأيوب عن نافع عن ابن عمر .
ويحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
- وأصح الأسانيد عن أبي هريرة: يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
والزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
ومالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
وحماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
وإسماعيل بن أبي حكيم عن عَبيدة - بفتح العين - بن سفيان الحضرمي عن أبي هريرة،
ومعمر عن همام عن أبي هريرة،
- وأصح الأسانيد عن أم سلمة: شعبة عن قتادة عن سعيد عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة.
- وأصح الأسانيد عن عبد الله بن عمر بن العاص: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (وفي هذا الإسناد خلاف معروف، والحق أنه من أصح الأسانيد).
- وأصح الأسانيد عن أبي موسى الأشعري: شعبة عن عمرو بن مرة عن شيخه(*) مرة عن أيي موسى الأشعري.
- وأصح الأسانيد عن أنس بن مالك: مالك عن الزهري عن أنس.
وسفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس.
ومعمر عن الزهري عن أنس.
(وهذان الأخيران زدتهما أنا، فإن ابن عيينة ومعمرا ليسا باقل من مالك في الضبط والإتقان عن الزهري).
وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس.
وحماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
وشعبة عن قتادة عن أنس.
وهشام الدستوائي عن قتادة عن أنس.
- وأصح الأسانيد عن ابن عباس : الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
- وأصح الأسانيد عن جابر بن عبد الله: سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر.
- وأصح الأسانيد عن عقبة بن عامر: الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر.
- وأصح الأسانيد عن بريدة: الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة.
- وأصح الأسانيد عن أبي ذر : سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر.
هذا ما قالوه في أصح الأسانيد عن أفراد من الصحابة، وما زدناه عليهم.
وقد ذكروا إسنادين عن إمامين من التابعين يرويان عن الصحابة، فإذا جاءنا حديث بأحد هذين الإسنادين وكان التابعي منهما يرويه عن صحابي كان إسناده من أصح الأسانيد أيضاً، وهما:
- شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن شيوخه من الصحابة .
- الأزاعي عن حسان بن عطية عن الصحابة.
والله أعلم.
(ألفية السيوطي ص 6-7 المكتبة العلمية)
-----------
(*) قال الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي شارح الألفية: " وقد أخطأ المحقق ابن شاكر تبعًا للشارح في تعليقه هنا، وفي الباعث الحثيث حيث يقول: عن عمرو بن مرة عن أبيه مرة، والصواب أن مُرّة هذا ليس والدًا لعمرو هذا بل هو شيخه غايته أنه اتفق اسم شيخه ووالده " اهـ
------------------------------------
من هم اصحاب الاسانيد الذهبية في رواية الحديث؟
الأسانيد الذهبية هم الأشخاص الثقات العدول أصحاب أكثر نقل عن فلان عن فلان و لكل صحابي أسانيد ذهبية تختلف منه لأخر...
درجات الحديث الصحيح
وتتفاوت رُتَبه بتفاوت هذه الأوصاف
يعني تتفاوت رتب الحديث الصحيح بتفاوت هذه الأوصاف يعني اتصال السند والعدالة وتمام الضبط وعد؛ م الشذوذ وعدم العلة، وبخاصة مسألة الضبط هي أكثر ما تجعل التفاوت في الحديث يكون موجودًا تتفاوت رتب الحديث الصحيح بمعنى أن هناك حديثا صحيحا من أعلى الدرجات، وهناك حديث صحيح من أوسط الدرجات، وهناك حديث صحيح من أنزل الدرجات، وكل هذا مثَّل له الحافظ بالأمثلة الآتية:
أما الحديث الصحيح الذي هو من أعلى الدرجات فقال: هذا ما يسمى - أو ما يطلقون عليه- بأصح الأسانيد. فالعلماء وجدوا أن هناك أسانيد تروى بها كثير من الأحاديث فأعجبوا بهذه الأسانيد ونظافتها وجودتها، فاختلفت عباراتهم كل بحسب إعجابه بإسناد من الأسانيد، بل تجد الإمام الواحد يعجب بعدة أسانيد فتجده مرة يقول: هذا الإسناد أصح الأسانيد، ومرة يقول: هذا الإسناد أصح الأسانيد، ومرة يقول: هذا الإسناد أصح الأسانيد فضلًا عن أن يكون هذا الاختلاف بين عدة من العلماء.
يعني ما دام أن العالم الواحد قد يختلف قوله، فمن باب أولى أن تختلف أقوال العلماء فبعضهم يعني قال:
أصح الأسانيد -وهذا قول البخاري- السلسلة الذهبية ما يرويه مالك عن نافع عن ابن عمر. وبعضهم قال: لا. بل أصح الأسانيد ما يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر وأحيانًا يكون عبد الله بن عمر يرويه أيضًا عن أبيه عمر، وكلاهما صحابيان كما هو معروف. فبعضهم قال: هذا أصح الأسانيد.
بعضهم قال: لا. بل أنا أرى أن أصح الأسانيد ما يرويه محمد بن سيرين التابعي الجليل عن التابعي الذي كاد أن يكون صحابيًا وهو عبيدة السلماني -رحمه الله-؛ لأنه أسلم في وقت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين ولكنه يعني حينما قدم من المدينة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد توفي، فأخذ عن أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- فما يرويه محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعضهم قال: هذا أصح الأسانيد.
بعضهم قال: لا. بل أصح الأسانيد عندي ما يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود، وبعضهم قال غير ذلك. يعني أقوال كثيرة جدًا.
لكن هذه الأقوال كلها للعلماء منها موقف قالوا: كل هذه الأسانيد -تعتبر من أصح الأسانيد لكن كوننا نفاضل بينهما أو نقول: إن هذا الإسناد هو أصح الأسانيد على الإطلاق، هذا لا ينبغي إذن ماذا نفعل؟ أو ما هو الموقف الذي نقفه من أقوال هؤلاء العلماء؟
قالوا: نقيد. إما بالصحابي أو بالبلد فمثلًا يمكن أن أقول: إن أصح الأسانيد عن عبد الله بن مسعود ما يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود يمكن أن أقول: أصح الأسانيد عن أبي هريرة ما يرويه محمد بن سيرين مثلًا عن أبي هريرة.
يمكن أن أقول في أصح الأسانيد عن أبي بكر الصديق ما يرويه إسماعيل بن أبي طالب عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.
فيمكن أن أقيد بالصحابي الذي روى ذلك الحديث، فأقول أصح الأسانيد إلى فلان هو الإسناد الفلاني.
هنا يواجهنا مشكلة أخرى. أن بعض الصحابة يرد عنه أكثر من إسناد كلها من أصح الأسانيد.
*مثل عبد الله بن عمر
*منهم من قال: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر، *ومنهم من قال: لا، بل الزهري عن سالم عن أبيه،
*ومنهم من قال غير ذلك فهنا نقول: لا نفاضل. بل كلها تعتبر من أصح الأسانيد.
منهم من قال يمكن أن نقيد بالجهة فمثلًا يمكن أن أقول: أصح أسانيد المكيين ما يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- ويمكن أن أقول: أصح أسانيد الكوفيين مثلًا ما يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود، وهكذا في أمثلة عدة لكل بلد يمكن أن يكون هناك إسناد يعتبر من أصح الأسانيد.
فهذا هو الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يوقف مما يقال فيه: أصح الأسانيد، المهم أن كل الأسانيد التي قيل فيها: إنها أصح الأسانيد تعتبر في الدرجة العليا من الصحيح.
دونها مرتبة أخرى، وهي التي مثَّل لها الحافظ ابن حجر برواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- أو برواية بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده الذي هو أبو بردة عن أبيه الذي هو أبو موسى الأشعري.
هذه الراوية، والرواية الأخرى رواية حماد بن سلمة، ورواية بريد بن عبد الله يعني هذا الإسناد لا يعتبر من الدرجة العليا من الصحيح؛ لأن هناك من تكلم في مثل هؤلاء الرواة فمثلًا:
رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. نجد البخاري -رحمه الله- أعرض عن الاحتجاج بها، وإنما أوردها في الشواهد والمتابعات، فلم يحتج برواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
أما مسلم -رحمه الله- فإنه اجتهد واعتبرها رواية صحيحة واحتج بها؛ فلأجل هذا قالوا: هذا لا يعتبر من الدرجة العليا من الصحيح؛ لأجل أن هناك بعض العلماء لهم موقف من هذه الرواية؛ لكننا نعتبرها من الدرجة الوسطى. هل دونها درجة؟ قالوا: نعم دونها درجة. مثل رواية سهيل بن أبي صالح عن والده أبي صالح السمان واسمه ذكوان عن أبي هريرة أو ما يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- فهذه الرواية أيضًا فيها كلام، لكنها يعني من قسم الصحيح.
فالمهم أن رواية سهيل ورواية العلاء أعرض عنها البخاري أيضًا فلم يُخَرِّجها في صحيحه احتجاجًا أما مسلم -رحمه الله- فإنه قد احتج بهاتين الروايتين فلذلك قالوا: هذه من أنزل درجات الصحيح هذا بالنسبة للصحيح لذاته.
يقول الحافظ: فإن الجميع يشملهم اسم العدالة والضبط إلا أن للمرتبة الأولى من الصفات المرجحة -يعني من قوة الضبط- ما تفضل به على الدرجة الوسطى وللدرجة الوسطى ميزة تفضل بها عن الدرجة الدنيا.
بعد ذلك بيَّن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في شرحه وهذا غير موجود في النخبة أن هناك أيضًا درجات للصحيح غير هذه الدرجات. أعلى الصحيح وما هو دونه وما هو دون ذلك. فقال: "عندنا بعض الأحاديث نجد أن البخاري ومسلم يتفقان على إخراجها وبعض الأحاديث نجد البخاري فقط هو الذي يخَرِّجها وبعض الأحاديث مسلم فقط هو الذي يخرجها، فما هو الترتيب الصحيح لمثل هذه الروايات الثلاث؟
قال: بلا شك أن ما يخرجه البخاري ومسلم هو الدرجة العليا، ثم يليه ما أخرجه البخاري فقط، ثم يليه ما أخرجه مسلم فقط، بناء على هذا الترتيب فقط ولا هناك مراتب أخرى؟ قال: لا. بل هناك مراتب أخرى. لو لم يكن الحديث في الصحيحين أصلًا لكنه حديث صحيح؛ وليكن مثلًا في مسند أحمد، أو في غيره من الكتب، فهذا الحديث هو أيضًا يعني بعد دراسة سنده وجدنا أنه صحيح.
لكن هذه الصحة على مراتب أيضًا، فنجد أحيانًا نفس رجال البخاري ومسلم موجودون في ذلك الحديث فيمكن أن نقول في هذه الحال: هذا حديث صحيح على شرطهما. يعني على شرط من؟ على شرط البخاري ومسلم. صحيح هذا الحديث ما أخرجه البخاري ومسلم لكن الرواة هم نفس الرواة. الرواة الذين احتج بهم البخاري ومسلم هم نفس الرواة الذين موجودون في هذا الحديث فلذلك قلنا عن هذا الحديث: إنه صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أحيانًا نجد الحديث تتوفر فيه صفات الرواة الذين احتج بهم البخاري فقط فهذا الحديث يقال عنه: صحيح على شرط من؟ على شرط البخاري. أحيانًا نجد الحديث تتوفر فيه صفات الرواة الذين يحتج بهم من؟ مسلم مثل: ما مثلنا به قبل قليل مثلًا رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، ما احتج بها البخاري احتج بها من مسلم، فلو وجدنا رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة موجودة مثلًا في مسند أحمد نقول عن هذه الرواية أيش؟ صحيحة لكن على شرط من؟ على شرط مسلم؛ لأن مسلما أخرج نفس الإسناد أخرج أحاديث بنفس ذلك الإسناد فهذا نقول عنه صحيح على شرط من؟ على شرط مسلم. هذه الآن.
إذن ثلاث درجات أيضًا إضافية: ما كان على شرطهما، يعني البخاري ومسلم، وما كان على شرط من؟ البخاري على شرط البخاري، وما كان على شرط مسلم، كم أصبحت المراتب بمجموعها؟ ست مراتب. فقط ولا فيه مراتب أخرى؟ قال: لا بل هناك مرتبة إضافية وهي ما كان صحيحًا لكنه ليس على شرطهما. يعني وجدنا فيه رواة لم يُخَرِّج لهما البخاري ومسلم وهم ثقة فحكمنا على الحديث بالصحة، وإن لم يكن كل رواته أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما فهذه مراتب سبع بهذا التفصيل: 1- ما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم.
2- ما انفرد بإخراجه البخاري.
3- ما انفرد بإخراجه مسلم.
4- ما كان صحيحًا على شرطهما.
5- ما كان صحيحًا على شرط البخاري.
6- ما كان صحيحًا على شرط مسلم.
7- ما كان صحيحًا لكنه ليس على شرط واحد منهما.
هذا تقسيم آخر لمراتب الصحيح. طيب كان بودي في الحقيقة أن أتكلم أيضًا عما هو أكثر من هذا لكن أنا التزمت معكم على أن الوقت ينتهي إلى الساعة العاشرة وحتى يعني لا نحرج أحدًا، فنقف عند هذا الحد الآن تقريبًا الساعة العاشرة ونكمل إن شاء الله في الليلة القابلة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أحد الإخوة يقول: إن التمثيل الذي مثلت به لكيفية رواية الحديث يعني قد يسر أشياء كانت مشكلة وعسيرة عنده، ويرجو يعني أن أكرر مثل هذا في أوانه: فأقول: إن شاء الله أنا سأجتهد وتعرفون أن القصور لا بد منه.
أيضًا أحد الإخوة كلامه نفس الكلام. والله المستعان. يعني هذه ما هي بأسئلة كلها يعني مشاعر لبعض الإخوة جزاهم الله خيرًا.
س: أحد الإخوة يقول: بالنسبة لاشتراط أن يكون الراوي عدلًا كيف نفهم هذا وأكثر كتب أهل الحديث يروون الحديث عن أهل البدع؟
ج: أقول: يعني هناك يعني حقيقة بالنسبة للكلام عن العدالة وكيفية معرفتها والضبط وكيفية معرفته هذا إن شاء الله سيأتي معنا؛ لأن الترتيب الذي رتب الحافظ ابن حجر كتابه عليه يعني ترتيب جيد يريده يعني متصل بعض مباحثه ببعضها الآخر، فالكلام عن كيفية معرفة العدالة وكيفية معرفة الضبط هذه سيأتي إن شاء الله الكلام عليها قريبًا بإذن الله.
س: أحد الإخوة يقول: نريد التفصيل الكامل في حال ابن لهيعة والرواية عنه وهل صحيح أن الرواة عنه قبل اختلاطه إلى أحد عشر راويًا أم لا؟
ج: أقول: أيها الإخوة يعني رأيي في ابن لهيعة أن الضعف كان عنده من أصل، لكن ضعفه قبل الاختلاط الشديد كان ضعفًا محتملًا يعني يمكن أن يمشي في المتابعات والشواهد، لكن بعدما حصل له اختلاط دخلت المناكير والموضوعات في أحاديثه فأصبحت أحاديثه فيها من البلايا والطوام الشيء الكثير، فهذا عندي حال ابن لهيعة.
وكيف نفصل بين حاله الأولى وحاله الأخرى؟ نقول ما كان من رواية مثلا العبادلة مثل عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقريء وغيرهم ممن سمع منه قبل الاختلاط هؤلاء روايتهم أعدل من رواية غيرهم، لكنها ليست صحيحة، وإنما أعدل يعني ضعفهما ضعف محتمل يمكن أن ينجبر بطريق أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق